أخبار الساحل

مجزرة في بوركينا فاسو: 148 جندياً ضحايا كمين جهادي ضد قافلة عسكرية

شهدت بوركينا فاسو حادثة دامية يوم الجمعة 9 أغسطس 2024، حيث أفادت مصادر محلية بوقوع قوات الدفاع والأمن الوطنية في كمين محكم نصبته جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة على محور كانشاري – بارتياجا.

وذكرت ذات المصادر أن الكمين أسفر عن مقتل 148 جندياً من قوات الدفاع والأمن البوركينابية، مما اضطر الجيش للتخلي عن مركبات ومدرعات وشاحنات محملة بالأطعمة.

يأتي هذا الهجوم في ظل تدهور الوضع الأمني في بوركينا فاسو، حيث تواجه البلاد أزمة متفاقمة نتيجة تصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات الجهادية. وتعد منطقة الساحل واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم، حيث تحكمها مجالس عسكرية تعاني من ضعف القدرات في مواجهة التهديدات المتزايدة.

في سياق متصل، أصدرت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” بياناً اليوم الجمعة أكدت فيه أن قواتها شنت هجوماً على مقرين للمليشيات البوركينابية، وهي مجموعات من المتطوعين للدفاع عن الوطن، في منطقتي كونغوسي وسولي. وأعلنت الجماعة الجهادية عن مقتل العديد من عناصر المليشيات دون الإفصاح عن عدد محدد.

كما أكدت استيلاءها على سبعة أسلحة كلاشنكوف وسلاحين من نوع G3، وبندقية صيد، وتسع دراجات نارية، وأمتعة عسكرية أخرى.

تأتي هذه الأحداث في إطار سلسلة من الهجمات اليومية التي تستهدف القوات النظامية والمليشيات المحلية في بوركينا فاسو، مما يفاقم من حدة الأزمة الأمنية في البلاد ويدفع بالمواطنين إلى حالة من اليأس والخوف المستمرين.

بوركينا فاسو تقضي على قيادي في «القاعدة» مع أكثر من مائة مقاتل

كنيته «أبو الدرداء»… أعلن جيش بوركينا فاسو أنه تمكّن من القضاء على 103 إرهابيين، من بينهم قيادي في مجموعة محلية تتبع لتنظيم «القاعدة»، وصفت مقتله بأنه «ضربة موجعة» للتنظيم الإرهابي الذي ينشطُ في مناطق واسعة من البلد الواقع في غرب أفريقيا.

وجاء في برقية نشرتها وكالة أنباء بوركينا فاسو الرسمية، نقلاً عن مصادر أمنية وعسكرية، أن دورية تابعة للجيش، تعرّضت لهجوم إرهابي نفذه مئات الإرهابيين، يوم 31 يوليو (تموز) الماضي، بالقرب من قرية نابادي في منطقة كولبيليغو، الواقعة ضمن الوسط الشرقي لبوركينا فاسو.

وأضافت المصادر نفسُها أنه «بفضل شجاعة الجنود، تكبد العدو هزيمة ساحقة وفر هارباً، تاركاً وراءه 103 جثث في ساحة المعركة»، مشيرة في السياق ذاته إلى أنَّ من بين القتلى قيادياً بارزاً في مجموعة إرهابية محلية.

المطلوب أبو الدرداءويدعى القيادي ديكو تيجان، ولكنه يعرفُ في الأوساط الجهادية بكنية «أبو الدرداء»، وهو شاب يبلغُ من العمر 37 عاماً، يحملُ جنسية بوركينا فاسو، والتحق بصفوف تنظيم «القاعدة» في وقت مبكر من حياته، وترقّى بسرعة ليصبح قائد جماعة إرهابية تضم 250 مقاتلاً على الأقل.

وكان «أبو الدرداء» على رأس قائمة الإرهابيين المطلوبين من طرف جيش بوركينا فاسو؛ بسبب قيادته وتخطيطه لكثير من الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن والدفاع، وأخرى استهدفت المتطوعين في ميليشيات الدفاع الذاتي المساندة للجيش.

ومع أن المعلومات شحيحة حول مسار «أبو الدرداء»، فإن بعض التقارير تشير إلى أنه التحق في وقت مبكر بجماعة محلية موالية لجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وهي عبارة عن تحالف إرهابي يتبع لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ولكنه ينشطُ بشكل خاص في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.وتلقى «أبو الدرداء» تدريبات في معسكرات تتبع لـ«القاعدة» في مناطق مختلفة من بوركينا فاسو، قبل أن تُسند إليه عام 2019، قيادة مجموعة محلية تتكون من عشرات المقاتلين، وتنشط بشكل أساسي في منطقة كابونغا، وأصبح أخيراً واحداً من أبرز المطلوبين بتهمة الإرهاب في بوركينا فاسو.وتركزت أغلب الهجمات التي شنّها «أبو الدرداء» خلال السنوات الخمس الأخيرة، في مناطق سوديغي، وسانغا، ووارجاي، وكوغو، وميني، ويورغا، وباغاموسا، ويوندي، وناباد في مقاطعة كولبيليغو، وفي المنطقة الأخيرة قُتلَ «أبو الدردراء» مع مجموعة من مقاتليه، حسب رواية الجيش.

وقالت وكالة أنباء بوركينا فاسو إن مقتل «أبو الدرداء» يمكنُ القول إنه «ضربة موجعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقتَي الشرق والوسط الشرقي من البلاد»، كما احتفى التلفزيون الحكومي بخبر مقتله ونشره مرفقاً مع صورته.وظهر «أبو الدرداء» في الصورة وهو يرتدي لثاماً صحراوياً أزرق اللون، يخفي لحيته ولكنه يبرزُ ملامحه الحادة، ورغم أن الصورة بُثّت على التلفزيون الحكومي، فإنه لم يُعرَف تاريخ التقاطها، بينما يبدو أنها ليست جديدة .

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!