مينكا : صرخة استغاثة من السكان بعد مجاعة غير مسبوقة أسفرت عن مقتل مدنيين
مينكا : صرخة استغاثة من السكان بعد مجاعة غير مسبوقة أسفرت عن مقتل مدنيين
أصبحت مدينة مينكا الواقعة في إقليم أزواد شمال مالي بين مطرقة المجاعة و نقص الغذائية و سندان الجماعات الإرهابية التي تشن هجمات ضد المدينة لغرض السيطرة عليها من جانب المجاعة أبلغت مصادر محلية و منظمات إنسانية و حركات دفاعية عن أزمة مجاعة كبيرة تهدد المدينة و أكدت ذات المصادر وفاة عدد من المدنيين في غضون اسبوعين في مخيمات اللجوء في المدينة.
ودقت حركة إنقاذ أزواد ناقوس من الخطر الكبير الذي يهدد هذه المنطقة المعزولة عن العالم ، حيث تقع تحت حصار داعش من جهة النيجر و حصار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من جهة كيدال .
ودعى المتحدث الرسمي باسم حركة إنقاذ أزواد المنظمات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والنازحين داخليا لمواجهة زيادة الوفيات في المدينة.
وتعتبر هذه الحركة نفسها الممثل الشرعي والمدافع الوحيد عن سكان ولاية مينكا ، ويذكر أن مدينة مينكا قد استقبلت عشرات الآلاف من المدنيين من جميع المناطق التابعة للولاية أثناء مجازر داعش ضد المدنيين في 2022 كما استقبلت أزيد من ألفين قادمين من اضرنبوكار بعد غارات للجيش المالي ضدهم وقتل أزيد من 140 مدني خلال تلك الغارات، و يحذر المجتمع المدني المحلي من وضع النازحين الذين وصلوا الى مينكا حديثا ، وفقًا لأرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يزيد عددهم عن 2500 نازح ، من جهتها أطلقت جمعية القادة الشباب المتحدين من أجل تنمية ميناكا نداء استغاثة لجميع سكان المدينة و سلطات الدولة المالية وشركائها من أهل الخير إضافة إلى المنظمات غير الحكومية وذلك من أجل البدء في اتخاذ إجراءات فورية وتعزيز التضامن الجماعي.
وبحسب ما جاء في نص البيان الصادر عن المنظمة الشبابية فإن ” مدينة مينكا تشهد حاليًا أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها، مما يشير إلى صرخة استغاثة عاجلة مع آلاف النازحين وضحايا الجوع والمرض والعديد من الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية الحاد “.
أسباب الأزمة الحالية
وضح نشطاء أزواديين ومظمات المجتمع المدني أسباب الأزمة الحالية في ما يلي
- سوء التغذية بالدرجة الاولى.
- عدم اهتمام الحكومة المالية بالشعب في مينكا ولم تقدم لهم الحكومة أية مساعدة مع أن 95% من سكان المنطقة موالين لها.
- مجازر داعش ضد المدنيين في سائر أراضي الولاية والتي أسفرت عن مقتل قرابة ألفين مدني وتشريد عشرات الآلاف بين المدن الكبرى والدول المجاورة ولمدينة مينكا العدد الأكبر منهم .
- قصف الجيش المالي للمدنيين في سبتمر 2023 والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين على غطاء الحرب ضد الإرهاب
- استنفاد وسائل العيش، وهي أقل بالفعل، والتي وصل بها السكان إلى ميناكا هربًا من الانتهاكات الإرهابية و قصف الجيوش النظامية ( مالي و النيجر )
- الحصار الذي تفرضه المجموعات الإرهابية وبالتالي إغلاق الطرق الرئيسية التي يتم إمداد المدينة بها .
وكانت النتيجة المباشرة لما سبق أزمة غذائية غير مسبوقة أدت إلى انتشار وباء فيروسي، كنتيجة مباشرة لنقص التغذية الذي تسبب في خسائر في الأرواح بين النازحين، ولا سيما النساء والأطفال، بسبب الافتقار إلى الرعاية الغذائية والطبية المناسبة.
و في تعليق لها حول الأزمة الإنسانية في مينكا حذرت رئيسة المنظمات الشبابية في مينكا خديجة ولت محمد من ” أن الظروف الصحية مزرية، والاحتياجات الإنسانية هائلة، من حيث المساعدات الغذائية والمأوى ولسوء الحظ، لا يزال الوضع يتعقد مع حلول موسم البرد، وهو ما يساعد بشكل كبير على انتشار الفيروسات. »
وأوضحت ” وينتشر هؤلاء النازحون في عدة مخيمات نزوح في مدينة ميناكا بعضهم مع عائلات مضيفة، والبعض الآخر في المواقع، في ملاجئ مؤقتة مع انخفاض درجات الحرارة إلى 11 درجة ؛ وهذا أحد العوامل التي تسبب مضاعفات صحية وانعدام الأمن الغذائي ، ويعاني 90% من هؤلاء الأطفال من سوء التغذية الحاد جداً. إننا نطلق صرخة من القلب لنناشد الحكومة والمنظمات الوطنية والدولية وجميع الأشخاص ذوي النوايا الحسنة أن يهبوا لمساعدة هؤلاء النازحين . »
الجماعات الإرهابية تشد الخناق على المدينة
وفي هذا الوضع الحرج الذي تشهده الولاية التاسعة في مالي و والرابعة في إقليم أزواد فإن الجماعات الإرهابية لم تتوقف عن هجماتها بل تشن هجمات داخل مدينة مينكا آخرها في 2 يناير 2024
حيث هاجمت الدولة الإسلامية بوابة عسكرية للجيش المالي ومليشياته وأستولت على سيارة وقتلت ثلاثة جنود وجرحت أربعة آخرين
و أعلنت الجماعة الإرهابية في بيان لها أمس الخميس عن قتل وإصابة عشرة جنود من حركة إنقاذ أزواد و الاستيلاء على سيارة ومعدات عسكرية و إعطاب سيارة أخرى قبل الانسحاب من المعسكر سالمين غانمين.
وتتزامن هذه الهجمات مع قصف الجيش المالي للمدنيين في ضواحي المدينة حيث تعتبر تلك الحركات هذه الهجمات كثأراً أو انتقاما للمدنيين من الجيش المالي والنيجري و مرتزقة فاغنر الذين ينتهجون قتل المدنيين بشكل يومي