المينوسما تسلم معسكرها في تومبكتو للجيش المالي
أعلنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (المينوسما) عن تسليمها لمعسمرها في مدينة تومبكتو للجيش المالي كخطوة إنهاء انسحابها المقرر قبل نهاية الشهر الجاري ،وتمت مراسيم التسليم بين البعثة الأممية و السلطات المالية يوم أمس الخميس 28 ديسمبر 2023 في مقر البعثة بالولاية الأزوادية
وبدأت المينوسما عمليات انسحابها شهر يوليو 2023 بموجب قرار القرار رقم 2690 والذي أنهى بموجبه مهام بعثة حفظ السلام الأممية في مالي
وذلك بطلب من الحكومة الانتقالية في مالي والتي اعربت خلال اجتماع لمجلس الأمن عن رغبتها الملحة في انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي واتهمتها بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد والتجسس وتلفيق معلومات غير صحيحة ضد الجيش المالي
واجتمع مجلس الأمن 30 يونيو 2023 وصوت بالإجماع عن انسحاب المينوسما في البلاد .
وانسحبت المينوسما في مقراتها في انسنغو و بير و مينكا و غوندام و تيساليت و أجلهوك و كيدال و دوانتزا و موبتي و تومبكتو اخيرا في فترة تتسم بأزمة حادة وانسحبت تحت ضغوطات المجلس العسكري في مالي و تهديد الجماعات الإرهابية والتنافس على مقراتها في أزواد من قبل الحركات الأزوادية و الجيش المالي ما سبب عودة المواجهات بين الطرفين بعد عشر سنوات من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بينهم .
و أنشئت بعثة المينوسما في 25 أبريل 2013 بغرض دعم العمليات السياسية في مالي وتنفيذ عدد من المهام ذات الصلة بالأمن والتنمية الاجتماعية والإشراف على الاتفاقيات بين الأطراف المتصارعة في هذا البلد الذي يشهد عنفا مسلحا في تلك الفترة .
وبلغ عدد أفراد البعثة حتى فبراير 2023، أكثر من 15 ألف فرد.
وتذكر تقارير الأمم المتحدة أن المينوسما فقدت أزيد من 300 من جنودها منذ وصولها إلى مالي
ردة فعل الحركات الأزوادية حول انسحاب المينوسما وانتشار الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في مواقعها
أعربت الحركات الأزوادية الموقعة على اتفاقية الجزائر للسلام والمصالحة المنضوية تحت لواء الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية عن رفضها القاطع لانتشار المالي في مقرات المينوسما الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها ، وذلك خلال رسالة موجهة إلى رئيسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة واستنكروا في تلك الوثيقة قبول مجلس الأمن لإنهاء مهام المينوسما
من جهته حمّل الرئيس بلال اغ الشريف المينوسما مسؤولية العواقب المترتبة على تسليم معسكراتها المتواجدة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركات الأزوادية ، كما حمل السلطات المالية مسؤولية خرق اتفاق وفق إطلاق النار الموقع في 23 مايو 2014 و الذي ينص على بقاء كل طرف في موقعه أثناء توقيع الاتفاقية .
واعربت الحركات الأزوادية عن رغبتها في تسليم المعسكرات التي تنسحب منها المينوسما بطريقة متوافق عليها بين الحركات الأزوادية وحكومة بماكو
عمليات انسحاب المينوسما في مواقعها
انسحاب المينوسما في بير
قررت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في تومبكتو تسليم معسكرها في بير للجيش المالي في 13 أغسطس 2023 وكانت بير من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنسيقية الحركات الأزوادية ، وقدم الجيش المالي في الجنوب بحوالي 200 سيارة متجهة إلى بير للاستيلاء على معسكر الأمم المتحدة و مقرات تنسيقية الحركات الأزوادية .
وبعد قدومهم إلى المدينة دارت المعارك الضارية بين الجيش الأزوادي من جهة و الجيش المالي ومرتزقة فاغنر من جهة أخرى.
ودارت المعارك ما بين 11 و 15 أغسطس حيث انسحبت الحركات الأزوادية للحفاظ على حياة المدنيين الذين تعرضوا لقصف جوي متكرر وعشوائي من قبل الطيران المالي ، واستولت مالي على معسكر الأمم المتحدة وانتشرت في مقرات تنسيقية الحركات الأزوادية وأحرقت أعلامها.
انسحاب المينوسما في تيساليت وسيطرة الجيش المالي عليه
وصلت حوالي ست رحلات جوية للجيش المالي إلى تيساليت ما بين 10 و 16 أكتوبر 2023 حاملة جنود ماليين و مرتزقة فاغنر بالإضافة إلى سيارات ومعدات عسكرية متنوعة ودراجات نارية
وبدأت المينوسما في الانسحاب من معسكرها في 16 أكتوبر واستلمه الجيش المالي
وشهدت تلك الرحلات الجوية ضغوطا من القوات المسلحة الأزوادية حيث تتعرض لضربات قرب المطار ورشقات صاروخية وتمت إصابة بعض الطائرات في ذلك الوقت
وانهت البعثة الأممية انسحابها في تيساليت بالكامل في 22 أكتوبر 2023
الانسحاب من معسكر أجلهوك
أسرعت المينوسما خطة انسحابها من مناطق تيساليت و اجلهوك و كيدال وبررت ذلك بتري الأوضاع الأمنية في تلك المناطق والحفاظ على حياة جنودها وانسحبت من اجلهوك في 23 أكتوبر 2023 وسيطرت الحركات الأزوادية على المدينة في نفس اليوم وانسحبت منها بعد ذلك
انسحاب بعثة الأمم المتحدة في كيدال
اكملت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي ( مينوسما ) سحب آخر جنودها في مدينة كيدال 31 أكتوبر 2023 في خطوة اعترتها السلطات المالية بالتهورة والخارجة عن الاتفاق بين السلطات المالية و المينوسما بتسليم معسكرات المينوسما للجيش المالي بشكل رسمي،
وأوضحت المينوسما أنها انسحبت لأسباب أمنية بحتة كما قامت بإحراق الكثير من معداتها من الأسلحة و الذخائر وتركت بعض المعدات العامة في المعسكر
وذلك بعد ان منعت السلطات المالية قافلة للمينوسما في غاو بمواصلة سيرها إلى اجلهوك وتيساليت و كيدال لمرافقة القوات التشادية و حمل بضائعهم .
