نزوح أعداد هائلة من المدنيين من ولايات أزواد إلى الجزائر وموريتانيا
نزوح أعداد هائلة من المدنيين من ولايات أزواد إلى الجزائر وموريتانيا
تفاقمت موجة النزوح من ولايات أزواد غاو و تومبكتو وكيدال بشكل خاص عقب الاشتباكات الأخيرة بين الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية CSP-PSD و القوات المسلحة المالية المالية في من أغسطس الى نوفمبر 2023.
ولجأت مئات العائلات القادمة من كيدال إلى تينظواتين الحدودية ، بين توجهت عشرات الآلاف من العوائل من ولاية تومبكتو إلى موريتانيا، وتؤكد مصادر رسمية وصول أزيد من خمسين ألف لاجئ إلى مخيم إمبرا و النعمة في موريتانيا.
ولسوء الحظ، لم يتلق هؤلاء اللاجئون – خصوصا المتوجهون إلى الجزائر- الحماية من البلد المضيف ولا الدعم المتوقع من المنظمات الإنسانية في البلاد ، ويُترجم الغياب الصارخ للمساعدات الإنسانية إلى نقص المأوى والرعاية، وهو ما تفاقم بسبب الظروف الجوية القاسية. وتظهر العواقب المأساوية على تعليم الأطفال، الذين يضطرون إلى ترك المدارس، وكذلك على أمن الناس، وخاصة الطوارق الذين غالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة على الحدود الجزائرية رغم كونهم لاجئين.
والأسوأ من ذلك، أن الغارات الجوية التي شنتها القوات المسلحة المالية في نينظواتين في 21 ديسمبر 2023 إستهدفت موقعاً للنازحين القادمين من ولاية مينكا إبان مجازر داعش 2022، مما يسلط الضوء على مدى تعرض المدنيين للعنف المسلح وأكد المخاوف من استهداف متعمد من قبل المجلس العسكري المالي لسكان أزواد، ولا سيما الطوارق العرب.
موريتانيا تدعوا الأمم المتحدة إلى التكفل باللاجئين الأزواديين
طلبت موريتانيا في 13 ديسمبر 2023 دعما من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،للتكفل بـ50 ألف لاجئ أزوادي فروا إلى موريتانيا مؤخرا ، عقب الأحداث الأخيرة في اقليم أزواد.
وقد أصبح موضوع النازحين على رأس أولويات الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني. وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حكومته اتصالاتها مع ممثلي المستشاريات الغربية في نواكشوط من أجل لفت انتباههم إلى الوضع السائد حاليا في الجنوب الشرقي الموريتاني، من مخيم مبيرا للاجئين حسب تقارير أمنية.
وفي هذا الصدد أعلنت الحكومة الموريتانية يوم الخميس 14 ديسمبر 2023 ، عن وضعها خطة عمل لدمج اللاجئين إليها في النظام التعليمي، لكن هذه الخطة تتطلب تعبئة الموارد المالية بحدود 140 مليون دولار على مدى عشرت سنوات.
طلب الحكومة جاء على لسان وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة، عبد السلام ولد محمد صالح، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى العالمي للهجرة، يوم الخميس الفائت في بروكسل، في ندوة حول التعليم لصالح أطفال اللاجئين، ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف أصبح صعبا بسبب حالة إزدياد يومي للنازحين في امبرا.
ويضم المخيم عدداً من البنى التحتية الأساسية، بما في ذلك المدارس والمرافق المصرفية والعيادات الصحية، وهي غير كافية حالياً في مواجهة التدفقات الأخيرة للاجئين.
أما بالنسبة للجزائر فلم تستقبل المدنيين بشكل لائق بل أغلب النازحين منذ عام 2022 كانوا على المناطق الحدودية في الجانب الأزوادي خصوصا منطقة تينزواتن.
ولم يتلقوا أي دعم من السلطات الجزائرية ولا منظماتها الإنسانية بل تمت استضافتهم من الأزواديين في تين ظواتين ووفروا لهم ما أمكن رغم قلة الامكانيات لديهم.
بل وصل الأمر إلى ترحيل الجزائر لمئات من العوائل بينهم نساء وأطفال وعجزة إلى الحدود النيجر قبل أشهر ، وبعد حلول الليل اقتحم حدود الحرس الوطني الجزائري اولئك النازحين من جديد وقاموا بضرب مبرح للرجال واغتصاب النساء.
الأسباب الرئيسية لموجات النزوح
من أهم الأسباب الرئيسية لموجات النزوح في مناطق ازواد مؤخرا جرائم الجيش المالي وفاغنر حيث يقتحمون القرى ويقتلون فيها عشرات المدنيين ما سبب موجة نزوح هائلة خصوصا في تومبكتو.
أما في ولاية مينكا فقد أدت المجازر التي ارتكبها إرهابيو داعش في مارس 2022 إلى نزوح الآلاف من العوائل نحو الحدود الجزائرية.
وفي كيدال بدأت العوائل بالنزوح بعد قدوم الجيش المالي إلى كيدال خوفا من ارتكاب المجازر ضدهم كما يفعل الجيش المالي في جميع المناطق التي سيطر عليها بعد انسحاب الحركات الأزوادية كما هو الحال في بير التي اعتقل فيها الجيش المالي العديد من المدنيين وقتل آخرين بعد انسحاب تنسيقية الحركات الأزوادية من المدينة.
وفي انفيف قاموا بقتل العديد من المدنيين رغم نزوح 90% من السكان قبل قدومهم.
وتكرر نفس الشيء في كيدال و تيساليت حيث شهدت تلك المدن نزوحا كبيرا إلى تينظواتين الحدودية خوفا من مجازر الجيش المالي ومرتزقة فاغنر.
وبعد استيلاء الجيش المالي ومرتزقة فاغنر على كيدال قتلوا عشرات المدنيين وأدعموا العشرات منهم بشكل مروع ويتم استهداف الطوارق والعرب والفلان بشكل خاص خلال هذه المجازر الوحشية .